(الاحداث تقع مباشرة بعد الفصل 27)
بعد خروج ماركوس والبقية من القرية، كان جيسي وجوزيف يتمشيان بأنحاء القرية بينما يتبعان ميرا إلى مكان ما. اقترب جيسي من جوزيف وقال له متسائلًا: "إلى أين نحن ذاهبان؟"
نظر جوزيف ناحية جيسي بوجه بشوش ورد عليه: "لقد أخبرتك، سوف نذهب للاستمتاع بوقتنا فقط ومساعدة السكان من حين لآخر."
لم يتمكن جيسي من إخفاء حيرته، فرد عليه قائلًا: "أجل...؟ إذًا ماذا سنفعل لنستمتع؟"
توقفت ميرا عن المشي أمام أحد الأكواخ وقاطعت كلامهم وفي وجهها ابتسامة صغيرة: "ستعرف قريبًا فقط اصبر."
نظر جيسي إليها في حيرة، ثم تبعها إلى داخل الكوخ.
كان الكوخ مليئًا بالملابس بمختلف الألوان والأشكال، وداخله مجموعة من الناس يقومون بتجريب تلك الملابس. ظهرت تعابير الاستغراب والتعجب على جيسي: "أهذا متجر ملابس؟"
ابتسمت ميرا بينما وجهت إصبعها ناحية أحد رفوف الملابس: "بالضبط. هذا أفضل مكان هنا، حيث يمكن للناس الحصول على ملابس نظيفة وجديدة، وفي نفس الوقت يمكن لبعض النساء ممارسة هواياتهن وصنع الملابس التي يردنها بدون قلق ومع توفر كل المتطلبات المناسبة تقريبًا."
تقدم جوزيف ناحية أحد الرفوف وأمسك بقبعة قديمة ووضعها على رأسه مازحًا: "هههه، انظر يا جيسي، إنها أخت قبعتك، تشبهها تمامًا. هيا، جرب شيئًا ما يا صديقي."
نظر جيسي إلى الملابس بتردد: "لا شكرًا، لا أريد تغيير ملابسي."
وجهت ميرا عينيها ناحية ملابس جيسي المهترئة لتظهر على وجهها تعابير القرف والاشمئزاز، ثم قالت بينما تلمس ملابسه: "يا رجل، ملابسك في حالة سيئة وحتى أن رائحتها سيئة. أتساءل كيف استطعت أنت أو هذان الاثنان النوم بهناء وهذه الرائحة تفوح بالأرجاء. بجدية، متى آخر مرة قمت بتنظيفها؟"
رد عليها جيسي وفي نبرة صوته نوع من الانزعاج: "إنها ليست سيئة، ما زالت جديدة... أظن."
ردت عليه بمزيج من الصرامة والمزاح: "ما الذي تقصده بجديدة؟ من الواضح أنها بحالة سيئة. عليك تبديلها يا صاح، انظر هناك رف مليء بالملابس الرجالية، اذهب هناك وبدل هذا الشيء الذي ترتديه. إن احتجت المساعدة بالاختيار، أنا موجودة."
حاول جيسي الاحتجاج قائلًا: "لا أحتاج إلى ارتداء أي شيء جديد، هذه ما زالت جديدة."
لم تمنحه ميرا فرصة للمعارضة وأمسكت يده بقوة وبدأت بسحبه ناحية الرفوف: "لست مهتمة، لن أستطيع مسامحة نفسي بينما أرى شخصًا ما يرتدي شيئًا كهذا."
أثناء ذلك، كان جوزيف يراقب المشهد من بعيد بينما يحاول كبح ضحكته: "أعتقد أنك لن تخرج من هنا كما دخلت."
حاول جيسي نزع يد ميرا عنه، لكنها كانت أقوى منه، على الرغم من أن فرق الطول والحجم كان شاسعًا بينهما. أخذ جيسي نفسًا عميقًا مستسلمًا للأمر، ثم أخذ ينظر إلى الملابس التي أمامه بتردد، ثم أخذ قميصًا بسيطًا بنيّة التخلص من هذا الموقف سريعًا: "حسنًا، هذا يبدو جيدًا."
نظرت ميرا إليه وكأنها غير مقتنعة باختياره، ثم قامت بأخذ مجموعة من الملابس من على الرف وأعطتها لجيسي قائلة: "لا، هذا ليس جيدًا. الآن سوف تجرب كل هذه الملابس إلى أن تجد واحدًا مناسبًا لك."
أدرك جيسي أنه لن يستطيع الإفلات بسهولة، وتوجه ناحية غرفة صغيرة مخصصة لتغيير الملابس.
بدأ جيسي بتجربة الملابس واحدة تلو الأخرى، محاولًا إنهاء الأمر بسرعة. لكنه كلما خرج ليعرض اختيارًا جديدًا، كانت ميرا تهز رأسها غير مقتنعة وتعيده إلى الداخل مع تعليقات مثل: "هذا ليس مناسبًا" أو "ليست جيدا البتة"
بعد مرور مدة من الوقت، خرج جيسي مرتديًا قميصًا داكنًا وسروالًا بسيطًا يبدو مريحًا، بشعره الأسود الرطب الظاهر بدون قبعته، وفي ملامحه نوع من عدم الرضا: "حسنًا، أهذا يبدو جيدًا؟"
ردت ميرا عليه وفي وجهها تعابير من الحماس والسعادة: "الآن أصبحت أفضل من قبل!"
تدخل جوزيف قائلًا: "بصراحة، تبدو أفضل من السابق الآن يا جيسي."
رد عليه جيسي بنبرة منزعجة: "حسنًا، هل انتهينا الآن؟"
ردت عليه ميرا بنبرة متحمسة: "انتهينا؟ نحن فقط في البداية يا صديقي."
نظر جيسي إليها بقلق واستغراب: "مهلًا، ماذا؟"
أمسكت ميرا يده بسرعة وسحبته نحو باب الكوخ قائلة: "استعد لقضاء أفضل يوم في حياتك!"
خرج الثلاثة من الكوخ، بينما حاول جيسي المقاومة والرجوع لأخذ ملابسه القديمة، لكن ميرا لم تمنحه أي فرصة، في حين كان جوزيف يضحك بهستيرية على حال جيسي.
استمر الثلاثي بالمشي بين شوارع القرية. ظل جيسي يشعر بعدم الارتياح، بينما ينظر عدة مرات ناحية محل الملابس، في الوقت الذي كان جوزيف وميرا يضحكان مع بعضهما البعض.
التفت جوزيف ناحية جيسي ثم قال له بنبرة من السخرية والتساؤل: "ما بك يا صديقي، تبدو غير مرتاح؟ إنها فقط ملابس جديدة لن تقوم بقتلك."
رد عليه بنبرة عدوانية مكبوتة: "هذا ليس ما في الأمر... فقط أرجعوا لي ملابسي."
هز جوزيف كتفيه ورد عليه بسخرية: "ربما لاحقًا، لكن ليس الآن. اليوم لن ينتهي إلا أن نأخذ أكبر قدر من المتعة قبل أن يأتي ماركوس ذاك."
توقفت ميرا والآخران أمام كشك الفطر المعتاد، بينما كان صاحب الكشك يقدم طبق الحساء لأحد الزبائن.
لاحظهم صاحب الكشك بابتسامة ترحيبية: "أوه ميرا! لم أرك منذ مدة يا فتاة، أين كنتِ؟"
ردت عليه ميرا بينما كانت تجلس على الكرسي: "أنت تعرف ماركوس، لا يكف عن إعطائي الكثير من الأشغال والمهام."
ضحك صاحب الكشك ضحكة خفيفة، ثم توجه ناحية أحد الرفوف، مخرجًا منه ثلاثة أوعية. ثم التف ناحية قدر الحساء وبدأ يصب الحساء الساخن في الأوعية الخشبية بكل هدوء. التفت نحوهم وفي وجهه ابتسامة ودية وهو يضع الأوعية أمامهم قائلاً: "تفضلوا، هذا على حساب المحل، المهم أن تستمتعوا."
ردت عليه ميرا بابتسامة كبيرة: "شكرًا لك يا عمي." ثم رفعت يدها نحوه بينما تنظر مباشرة إلى عينيه بنظرات من الثقة والود. بادلها صاحب الكشك النظرات، ثم مد يده هو الآخر وكأنه فهم ما تنوي إليه. لتتصادم يداهما بسرعة وخفة، محدثتين صوتًا قويًا بعض الشيء. ليرد عليها صاحب الكشك: "عمي؟ أنا كبير في العمر على أن يناديني أحد بهذا."
وضع جوزيف طبقه على الطاولة ورد عليه مجاملاً: "ما الذي تقصده؟ ما زلت شابًا يا رجل."
حك صاحب الكشك رأسه وفي وجهه ملامح الرضا بسبب مجاملتهم له: "ههههههه، توقفا عن ذلك، أنتما تحرجانني."
ظل الجميع مبتهجين، ضاحكين فيما بينهم، إلا جيسي الذي كان يحدق في وعائه بوجه عبوس مهموم، وكأن ملابسه تلك كانت مهمة بالنسبة له. مد جيسي يده أخيرًا نحو الوعاء وبدأ يأكل ببطء، محاولًا الانسجام مع الجو المرح حوله.لاحظ صاحب المحل جيسي فالتف ناحية ميرا و قال لها بنبرة استغراب"هي ميرا!من صديقك الجديد هذا؟لم اره بالارجاء من قبل".نظر جوزيف ناحيته و قال له بسخرية"انه جيسي لقد اتا لتناول الحساء كان يرتدي ملابس رمادية قديمة.هههه بجدية اتغير لهاته الدرجة".نظر صاحب الكشك الا جوزيف بإستغراب"حسنا...بعيدا عن مظهره الجديد.مذا به لا يبدو لي بحالة جيدة".التفت الجميع الا جيسي الذي بدا و كأنه غارق في افكاره.
لاحظ جيسي نظرات الاستغراب الموجهة اليه و بدأ بالشرب من الحساء بينما يقول بنبرة هادئة محاولا تلطيف الجو"ان هذا الحساء رائع مثل المرة السابقة انت حقا متقن لصنعه".ابتسم صاحب الكشك ثم رد عليه"اوه،شكرا لك يا بني انا احرص دائما على ان اصنعه بأكمل وجه"تقلصت ابتسامته بعض الشيئ"اخبرني يا بني هل هناك شيئٌ يزعجك؟"رد عليه جيسي"لا كل شيئ بخير انا فقط تعبٌ قليلا".رد عليه صاحب الكشك"ح.حسنا".ثم نظر ناحية جوزيف قائلا"المهم هل هناك اي اخبار جديدة؟"رد عليه جوزيف بينما يشرب حسائه"لا شيئَّ جديد سوا ذهاب ماركوس للقرية المجاورة لإحظار لقاح لمرض ما"رد عليه صاحب الكشك"من رغم من كونه صارما بشكل مبالغ فيه الا انه يبذل قصار جهده للحفاض علينا في هذا المكان بعيدا عن تلك المخلوقات".هز جوزيف رأسه بالموافقة بينما يتناول حسائه بشراهة.بينما كانو يتحدثون.كان جيسي مستمرا في تناول حسائه بصمت.في حين كانت تراقبه من الحين للأخر بمزيج من القلق و الاستغراب بينما تفكر.
"لماذا يبدو حزينا منذ خروجه من المحل؟الم تعجبه ملابسه الجديدة؟او انني فعلت شيئا خاطئا؟"
بعد مرور مدة من الوقت و انتهاء الجميع من اطباقهم
نهظ الثلاثة عن الطاولة ثم ودعو صاحب الكشك ليستئنفو يومهم.
استمر جوزيف و ميرا بالتخطيط لما سيفعلونه لاحقا في حين كان جيسي يمشي ورائهم بهدوء غارقا في افكاره.
الا ان فجأة توقف جيسي عن المشي للحظة،ثم التف للوراء و بدأ بالمشي بالاتجاه المعاكس.
بعد انتهاء ميرا و جوزيف من حديثهم التفت ميرا ناحية المكان الذي كان فيه جيسي"حسنا ما رايك بالذهاب ه..."لتتفاجئ بعدم وجود جيسي بالارجاء"مهلا اين ذهب جيسي؟"ظهرت تعابير من القلق و الاستغراب على ملامحها بينما تنظر يمينا و يسارا على امل ان تجده في مكان قريب.نظر جوزيف ناحية ميرا باستغراب دون معرفته اساسا باختفاء جيسي"مذا هناك؟".ثم بدا بالمشي ناحيتها ليستعوب هو الاخر ان جيسي غير موجود"اين اختفى جيسي هذا؟".ردت عليه بوجه بنبرة قلقة"لا اعرف".بدات ملامح الاثنان يظهر عليها بعض القلق بينما يرجعان للوراء للبحث عنه.
بدات ميرا و جوزيف بالبحث عن جيسي في كل مكان قريب بينما يناديان باسمه على امل ان يسمعهما لكن دون جدوى.استمرا بذالك لمدة ساعة تقريبا الا ان تعبا و جلسا باحد الكراسي القريبة.التف جوزيف ناحية ميرا ليجدها ممسكتا ذراعيها بقوة بينما تنظر الا الارض بوجه شاحب.
قال جوزيف بينما يلتقط انفاسه"لقد تعبت بالكاد استطيع الحركة".ردت عليه ميرا بنبرة عاطفية منكسرة"انا ايضا...جوزيف...لماذا قرر جيسي الهروب منا هكذا اقمنا بأي شيئ خاطئ له؟".اتكئ جوزيف على الكرسي بأريحية ثم قال بنبرة متعبة"ليس لدي اي فكرة".عم الصمت بينهما حيث كان جوزيف يحاول الراحة في حين كانت ميرا غارقة في افكارها.
"الا اين من الممكن انه ذهب؟لقد فتشنا كل المناطق القريبة تقريبا...ايمكن ان احدا ما قد خطفه و نحن لا ندري؟لا كان هناك الكثير من الناس بالجوار بالاضافة الا انه كان سيصدر على الاقل بعض الاصوات.اذا مذا...لقد كان متوترا منذ خروجه من محل الملابس.ايمكن ان المحل له علاقة بهذا؟".حاولت ميرا ربط النقاط في ذهنها.ثم نظرت فجأة الا جوزيف و في وجهها ابتسامة خفيفة و قالت بفرحة"اظنني عرفت اين ذهب".نظر جوزيف اليها بإستغراب قبل ان ينهضا و يتوجها ناحية محل الملابس.
عندما وصلا لمحل الملابس.كان الجو هادئا كالعادة.كان هناك مجموعة من النساء و الرجال بالمكان البعض اثٍ ليشتري و البعض الاخر جالسون و يقومون بتخييط الملابس الممزقة.
بدأت ميرا بالمشي بالمكان الا وصلت الا امرأة صغيرة بالعمر ذو ملابس سوداء بالكامل و شعر صغير كانت جالسة على كرسيها بينما تخيط بعض الملابس.توجهت ميرا ناحيتها و سألتها برقة"اعذريني يا اختي ايمكنك اعطائي بعضا من وقتك".ردت عليها"طبعا ما الذي تحتاجينه؟"رد عليها ميرا"ولا شيئ اردت فقط ان اسألك لو لمحتِ شخصا طويل القامة ذو عيون خضراء و شعر اسود رطب".بقيت المرأة تفكر لبعض الوقت لتقول بعد ذالك"عيون خضر...اجل اضنني رأيته هنا قبل ساعة.لقد دخل و اخذ ملابس تبدو قديمة و خرج من المحل دون قول شيئ.".ظلت ميرا واقفة بهدوء لبعض الوقت ثم قالت"شكرا لك على المساعدة اسفة على الازعاج"ردت عليها المرأة"لا لا هاته ليست مشكلة. ان احتجت اي شيئ فلا تترددي بالقدوم عندي".شكرت ميرا المرأة مرة ثانية ثم خرجت هي و جوزيف من المحل.نظر جوزيف الا ميرا بعينين مرهقتين ثم قال بنبرة مستائة"بجدية!ذهب عنا فقط ليحضر ملابسه تلك؟!انه مجنون بحق".ظلت ميرا صامتة لبعض الوقت. امسكت وشاحها البنفسجي بقبضتها اليمنى ثم بدأت بالنظر اليه بمزيج من الحيرة و الاهتمام.الا فجأة توسعت حدقتا عيناها و كأنها فهمت وقتها لما فعل جيسي كل هذا. و وضعت يدها على رأسها في صدمة"يا لغبائي كيف لي ان لا استوعب هذا بوقت مبكر!؟".ظهرت تعابير الاستغراب على ملامح جوزيف ثم قال"ما الذي تقصدينه؟مذا استوعبت؟".وضعت ميرت يدها على وجهها معبرتا عن ندمها عن ما فعلته"اظن ان الخطأ خطئيي بالنهاية"رد عليها جوزيف مستغربا راغبا بمعرفة ما الذي تقصده"مذا؟مذا؟ توقفي عن التكلم بغموض و فهميني ما الذي يحصل".ردت عليه ميرا بنبرة مطمإنة"بكل اختصار و بساطة تلك الملابس عزيزة عليه لذالك لا يريد تبديلها و يبدو انني لم افهم ذالك مبكرا بسبب حماسي الزائد".رد عليها جوزيف بنبرة غير مقتنعة"تلك الملابس؟هل تمزحين معي؟"ردت عليه ميرا"لا لست امزح قد تكون تلك الملابس بحالة سيئة لكنها قد تكون تحملة قيمةً ما بنسبة له قد لا نعرف سبب تلك القيمة حاليا لكننا حاولنا سابقا نزعها منه دون ادراك ذالك بوقت مبكر."رد عليها جوزيف بنبرة ساخرة"ههه منذ متى و انت حكيمة هكذا؟"ردت عليه ميرا بنفس الاسلوب"لا اعرف هههههه...المهم دعنا نبحث عنه بالارجاء".رد عليها جوزيف قائلا"دعينا نذهب لكوخه بما انه قريب من المحل" هزت ميرا راسها بالموافقة ليبداا بعدها بالسير ناحية كوخ جوزيف املين على ان يجدوه هناك.
وصل الاثنان إلى الكوخ بعد دقائق من السير.كان الكوخ يبدو فارغا من الخارج.اقترب جوزيف من المدخل و قام بازاحة القماش الذي يحجب الراية لداخل،ليتفاجئ بجيسي جالسا على سريره مرتديا نفس الملابس الجديدة التي اعطتها له ميرا اذ وجده يقرا كتابا اسود الغلاف بتركيز لدرجة انه لم يلاحظ دخول جوزيف. دخلت ميرا للمكان.لترتسم على وجهها ملامح الارتياح و السعادة بعد رايتها لجيسي لصرخت بعدها بصوت مليئ بالفرح"جيسي!!!".رفع جيسي رأسه بسرعة منصدما ثم لف وجهه ناحيتهما ثم قال بصدمة"ميرا!".تدخل جوزيف قائلا بنوع من العصبية و القلق"اين اختفيت ايها الابله؟لقد بحتنا عنك بكل مكان".
رد عليه جيسي بينما ينهض من سريره"اسف لم اكن مرتاحا من دون ملابسي تلك خفت ان يتم رميها او ان يأخذها شخص اخر فذهبت لإحضارها".رد عليه جوزيف صارخا"على الاقل اعلمنا بذالك".امسكت ميرا كتف جوزيف و قامت بإرجاعه للخلف بينما تقدمت للأمام قليلا ثم قالت و في وجهها تعابير الاستغراب"لقد اخبرتنا انك ذهبت لأحضار ملابسك... لكنك الان لا ترتديها.الم تجدها بالمحل؟"رد عليها جوزيف في حين كان يحك رأسه"نعم لقد وجدتها لكني قمت بغسلها لكي تتوقفو عن تذمر عن شكلها و رائحتها السيئ".بدأت ميرا بالضحك لعدة ثواني بعد سماع كلامه ثم اكملت كلامها بنبرة لطيفة"اذا هذا جيد الحمد لله على سلامتك".رد عليها جيسي بإبتسامة خفيفة"شكرا".اثناء ذالك لاحظت ميرا الدفتر الذي كان يحمله جيسي لتقول له بنبرة فضولية"ما ذالك الكتاب الذي تحمله؟".نظر جيسي الا الكتاب بطرف عينه ثم رفعه قليلا للأعلى لكي تستطيع ميرا و جوزيف رأيته "اتقصدين هذا؟".كان عبارة عن كتاب بغلاف اسود و اوراق شبه صفراء من القدم و في منتصف الكتاب عبارة مكتوبة بخط عريض باللون الابيض"مذكراتي العزيزة".نظر جوزيف الا الكتاب بإستغراب ثم نظر الا جيسي"الهذا السبب كنت تريد استعادة ملابسك؟بسبب مذكراتك؟"رد جيسي عليه"لا انها ليست مذكراتي"حك جيسي رأسه بتردد و بعد بضعة ثواني اكمل كلامه"بكل اختصار قبل بضعة سنوات لا اتذكر متى تحديدا. لكني كنت اهرب من حشود من تلك المتجولين او تلك المخلوقات.لا اعرف بما تسمونهم.المهم بعد ساعات من الركض انتهى بي الامر وحيدا بلا اي طعام او شراب في منطقة شبه صحراوية.من ما جعلني عالقا هناك.لم يكن هناك امل لي بالنجاة سواء تقدمت للامام او رجعت ادراجي بالمختصر اعتقدت انها نهايتي لم اقاوم ابعد من ذالك وقتها...سقطت على الارض مهلوكا من شدة التعب مستسلما لمصيري غير قادر على فعل شيئ.من بعدها فقدت الوعي كليا...".
قالت جيني بشوق و فضول"مذا حصل بعد ذالك؟"
اكمل جيسي كلامه"و لكن على عكس ما توقعت لم امت بعد لكني كنت فاقدا لوعيي لبعض الوقت غير مدرك لما يحصل حولي حينها.بعد مدة استيقظت من غيبوبتي.لن اكذب عليكم كنت مصدوما وقتها عن كيفية بقائي حيا حتى ذالك الوقت و كنت غاضبا قليلا كوني سأضطر على الموت ببطئ من الجوع بدل الموت نائما.لكن ما اثار صدمتي هو رأيتي لرجل غريب جسده كله مغطا بملابس سوداء ما عدا عينيه و يديه التي كانت الارض من حولهما مليئتيت بالدماء.كان متكئا على ذراعيه فوقي حاجبا اشعة الشمس عني.رغم التعب و الالم الذي كنت احس به ركلته بقوة بقدمي و ابتعدت زاحفا عنه.سقط الرجل على الارض لكنه لم يقم بأي حركة او تعبيير من ما اثار استغرابي.ترردت بالبداية لكنني قررت الاقتراب منه.وصلت اليه و بدأت بتحريك جسده قليلا لأرا إن كان على قيد الحياة.لأجده ميتا.لم اهتم بذالك كثيرا وقتها.كان همي الوحيد هو البحث عن اي طعام او شراب معه.بدأت بتفتيشه و لحسن حظي وجدت القليل من الطعام المعلب و قارورة ماء.نزعت الوشاح عن وجهه لأتفاجئ بشكله الغريب كان وجهه شاحبا بشكل غير طبيعي و مليئ بالتجاعيد مع الكثير من السواد حول عينيه.اخافني ذالك لوهلة لكنني استمررت بالبحث في ملابسه و وجدت بعض الاشياء الثانية من غير الطعام كسكين صغير و عود كبريت و طبعا هذا الدفتر.لقد قرأت نصفه سابقا لكنني وجدته في ملابسي بالصدفة و نويت اعادة قرائته بسبب اني نسيت ما كان فيه"
قال جوزيف بمزيج من الإستغراب و الفضول"هذا رائع!اذا ما الذي وجدته بهذا الدفتر؟!عن مذا يتكلم؟"
رد جيسي عليه بينما يرفع الدفتر ناحيته"مثل ما هو واضح انه مذكرات لنفس الشخص الذي اخبرتكم عنه.لكن الغريب بالامر و حسب ما قرأت فإن هذا الشخص مصاص دماء".
فتح جوزيف و ميرا عينيهما بصدمة لتظهر على وجههم تعابير الاندهاش.
قالت ميرا بينما تضع يدها على رأسها من غرابة ما سمعت.و نفس الشيئ مع جوزيف.
رد عليها جيسي"اجل هذا حسب ما قرأت".
بدأت صور لمصاصي دماء وسيمين ترتسم في مخيلة ميرا.
في حين بدأ جوزيف بتخيل اشكال مصاصي دماء بشعيين و مخيفين.
نظر جوزيف و ميرا الا جيسي بنفس اللحظة و في ملامحهم الحماس و قال جوزيف بنبرة متشوقة"هذا يبدو رائعا!! لنقرأه".قالت ميرا هي الاخرى داعمة لكلا جوزيف"نعم دعنا نقرأه ذالك سيكون ممتعا!!".
ظهرت ابتسامة خفيفة على وجه جيسي ثم قال بنبرة سعيدة هادئة"ههه حسنا فل تجلسو سوف اقرأه عليكم بصوت مرتفع".توجه كل من ميرا و جوزيف ناحية احد الاسرة و غطو انفسهم بينما ينتظرون من جيسي بدأ القرائة.
جلس جيسي بسريره مستعملا اياه ككرسي ثم نظر الا جوزيف و ميرا الذان ينظران اليه بنظرات كلها شوق و فضول.زادت حدة ابتسامة جيسي و بدأ شعور غريب بالحنين و الارتياح يجتاح قلبه في حين كان صامتا لفترة غارقا في افكاره و كأنما يسترجع ذكريات من ماضيه السحيق.لكنه استفاق من ذكرياته بعد ان سمع جوزيف و ميرا يطالبانه بالقرائة.
فتح جيسي الدفتر و بدأ بالقرائة بنبرة هادئة
"مذكراتي العزيزة"
(يكمل)