بعدما اتا الصباح و تأكدنا من امن المكان بالخارج،استطعنا الخروج من مخبئنا و الهروب خارج المدينة.
في مكان شبه بعيد عن المدينة وجدنا منزلا او بشكل اوضح كوخا صغيرا في منتصف الخلاء المخضر.
توجهنا ناحية المنزل بسرعة و بدأنا بالدق على الباب لعل احدا يكون موجودا بالمكان،لكننا لم نتلقى اي رد فأضطررنا لفتح الباب بالقوة.
قام اخي بكسر الباب و الدخول،كان المكان يبدو جديدا،لكن لم يكن هناك اي انسان بالمكان حتى بعد تفتيشنا للمنزل.كان هناك الكثير من الماء و الغذاء
لذا فقد كان مكانا مناسبا للعيش فيه.
_هذا مختصر لأهم شيئٍ وجدناه طيلة الخمس سنوات هاته.انه مكان جيد حقا،نادرا ما نصادف اي مخلوقٍ بالجوار،و لديه موقع استراتيجي انه قريب نوعا ما من المدينة،لذالك كان بإمكاننا الحصول على قوت يومنا من هناك.حتى اننا وجدنا دجاجتين اثناء بحثنا بالمدينة،لا اعرف كيف استطاعو النجاء لكن المهم اننا استطعنا اخذهم للمنزل للإستفادة منهم.تبيض الواحدة منهم بيضةََ باليوم.لم يكن ذالك كافيا لنستطيع العيش عليه،لكنه كان مفيدا على اية حال.
●الجو ممطر الان.
●اخي نائم بالاريكة.
●تفقدت الدجاجتين انهما نائمتين ايضا.
●تفقدت المزرعة.
كل شيئ بخير الا الان.
نظرت إلى أخي، لا يزال نائمًا بعمق،مسترخِِ،وجهه خالٍ من توتره المعتاد،طيلة ال5سنوات السابقة كنا نعاني من الارق،لقد كان النوم غير مريحا بالمرة،و حتى لو استطعنا النوم عادتا نستيقض مرعوبين بسبب الكوابيس.لازلت اعاني من هذا الا الان،لكن يبدو انه بدأ بالتعافي اخيرا.لقد مر بالكثير،انه يستحق الافضل.
لم اعتقد انني قد ارجع للكتابة في هاته المذكرة مجددا،لكني لم اجد اي شيئِِ افعله غير ذالك،لذاك لا يوجد ضرٌ من الكتابة قليلا.
كانت السنوات الاخير صعبة قليلا.معضمها لم تكن سوى حزنٍ وصدمة متواصلة،لا اعرف هل أتتني من المذبحة التي شاهدتها،او من تخلي والِدّي عني.وكل هذا حدث وانا طفل.ذالك ما جعل حياتي من حينها تنقلب رأسا على عقب.الحزن كان يتملكني يوميا لسنوات،شعرت بأني عديم القيمة لم اكن سوا مشكلة في حياة من احب،كل ما افعله هو تصعيب حياتهم.
فور دخولنا لهذا المنزل،انعزلت لوحدي في احد الغرف لأيام و اسابيع،ابكي بحرقة في كل مرة اتذكر ذالك اليوم الذي ظل عالقا في رأسي،ابياََ التوقف عن التفكير به.لم اكل سوا القليل من الطعام طيلة تلك الايام،في حين كان اخي يحضر الطعام لي،و يحاول التخفيف عني من الرغم ان حالته وقتها لم تكن افضل مني.من الرغم انه كان يشاركني نفس الالم لكنه بقي صامدا،قويا،لم يتركني حتى في اسوء حالاته ظل يخاطر بحياته،ذاهبا الا المدينة ليحظر الطعام لنا الاثنان،من الرغم اني لم اكن اكل ما يحضره لكنه كان دائما يضعه امام بابي دون المساس به،لدرجة انني عندما خرجت من الغرفة اخيرا وجدت العشرات من الوجبات امام الباب،التي تركها لي على امل ان اقوم بأكلها.
إلا ان، في احد الايام التي كنت فيها لوحدي كالعادة.كنت انظر لسقف المحطم لغرفتي،افكر في كل ما يفعله اخي لي،و بما افعله انا لأخي.
لأستوعب وقتها اني كنت مجرد عالة على اخي،كل هذا الوقت كان اخي يخاطر بحياته لأجلي،بينما كنت ملتصقا في السرير ابكي كالاطفال.
من ما جعلني ادرك ان كلام والدي كان صحيحا،كنت مجرد عائق لأخي،كنت فقط ازيد شقائه،ازيد تعبه دون أن أقدم شيئًا يذكر.كنت عبئًا.
في تلك اللحظة شعرت بالعار و كراهيةِِ شديدةٍ لنفسي،نهضت من على فراشي،وخرجت من غرفتي لأول مرة منذ اسابيع.
وجدت اخي جالسا فوق احد الكراسي بينما يأكل الطعام الذي امامه بالطاولة،كانت ملامح التعب و الارهاق تهيمن على وجهه،لكنه ابتسم لي فور رأيته لي،و كأنه يحاول اخفاء حالته عني،بينما دعاني لتناول الطعام معه.من ما زاد من شعوري بالذنب لتركي له بهاته الحالة الصعبة،توجهت نحوه و قمت بعناقه بحرقة في حين كنت اعتذر عن تركي له هكذا،عانقني هو الاخر بقوة،وكأن هذا العناق كان يحمل بين طياته كل الألم الذي مررنا به،اكتفى بالتربيت على ظهري برفق،دون النطق بأي كلمة.
جلست معه بالطاولة،لم تكن لي رغبة بالاكل،لكنني اجبرت نفسي على ذالك.
من ذالك اليوم بقيت دائما اذهب معه في كل رحلاته للمدينة،مررنا بالكثير من المواقف الصعبة،و المرعبة،و المميتة،لكننا خرجنا منها احياءً،رغم ذالك،كنت حتى اذهب احيانا بمفردي للمدينة دون علم اخي محاولا رد دين حمايته لي في فتراتي الصعبة،لكنه كان رافضا لهذا،و كلما كنت اقوم به كان ينتهي الامر بخصام بيني و بينه.
لقد كان خائفا علي،لكن شعوري بالذنب حفزني للقيام بذالك دون الاهتمام لما يقوله.لكنه اقنعني لاحقا بالتوقف عن ذالك.
بعد ذالك بدأنا نحاول ارجاع الاستقرار في حياتنا،بدأنا بزرع بعض النباتات التي كنا نجدها بالمدينة محاولين صنع مصدر طعام جيد،لنستطيع تجنب الخروج من المنزل قدر الإمكان.لم تكن تجربة ناجحة تمامًا في البداية، فالتربة هنا لم تكن خصبة بما يكفي، وكان الجو غير مستقر،لكن ذالك لم يكن سببا لكي نتوقف.
كنا احيانا نلاحض بعض الجثث البشرية او حيوانية التي لم يستهلكها الزومبي بعد بالمدينة،لذالك كنا نقوم بأخذها و التغذي عليها و طحن العظام لإستعماله كسماد لزرع،كنت ارا ان فعل ذالك خاصةََ الجثث البشرية يعتبر امرا خاطئا،و غير مقبولِِ اخلاقيا.
لكن اخي على عكسي لم يهتم لكونه غير اخلاقي.في هذا العالم الجديد الاخلاق ستجلب فقط موتنا،لا يمكننا فقط التخلي عن مصدر طعام فقط لأنه جثة او بشري مثلنا هذا ما قاله لي.ظللت رافضا للفكرة لفترة لكنني تقبلت ذالك مع الوقت بعدما اشتد علينا الجوع في احد الايام.
مرت الايام و المحاصيل بدأت تنمو بشكل أفضل.و ذالك ما جعلنا ننفجر من الفرحة،.كان الفجل الاكثر نجاحا من بين خضراواتنا،كان متوفرا بكثرة بالاضافة الا سرعة نموه.
اظن ان حياتنا بدأت بالاستقرار اخيرا.
_انه يومٌ جميل بالخارج،الامطار تتدفق من السماء،و رائحة الامطار الفريدة تتسلل الا انفي،غارسا فيا شعورا بالسعادة الغامرة،لم اتوقع ان استقبل هكذا من بعد نومي المريح.لا ارق، لا احداث غريب فقط راحة يليها شعور بالنشوة و السعادة بعد الاستيقاض.
اخي جالس بالمطبخ بينما يعد لنا بعض البيض و البطاطس،و الراحة و الطمأنينة واضحة على ملامحه.
ههه واو لم اتوقع ان النوم بينما اكتب سيعطيني هاته الراحة.
نظر لي اخي و قال لي"انك تبدو سعيدا هذا اليوم ما الامر؟"
فأجبته بلا شيئ،فقط نوم مريح
ضحك اخي قليلا ثم جلس على الكرسي بينما بدأ بتناول الطعام.
نظرنا نحن الاثنان الا نافذة في حين نراقب الامطار بهدوء،لم نقلق على شيئ،او خفنا على اي شيئ،لحظة مليئة بالسلام و الطمأنينة فقط.
انتهينى من تناول الافطار،و قمت بغسل الاطباق،بينما بقي اخي جالسا في مكانه ينظر الا الامطار.
خرجت للخارج لأخذ نظرة افضل للأمطار و بنفس الوقت تفقد المزرعة و دجاجتين.
مهلا لحظة؟!هناك شيئ ما اتِِ من بعيد،هذا لا يبشر بالخير اطلاقا.
ناديت اخي و طلبت منه ان يحضر سلاحا استعدادا لأي خطر قادم.
ما هذا الذي اراه،انه بشري عادي،لكنه بحالة سيئة لدرجة انني مستغرب من كيفية بقائه على قيد الحياة،ملابسه مليئة بالدماء،عينه اليمنى مفقودة،و لديه حفر عميقة في مختلف انحاء جسده و كأنما هناك وحشا قام بإلتهامها.
ما جعلنا نضنه بالبداية مجرد زومبي،لذالك تقدمنا نحوه لنقوم بقتله بسرعة.
لكنه و على عكس المتوقع فور رأيته لنا بدأ بالكلام طالبا منا مساعدته.
اقتربنا منه بحذر،كان صوته ضعيفا و متقطعا،فور رأيته لأسلحتنا قال لنا بصوت مرتجف"ارجوكم لا تقتلوني،انا لست منهم..."
ثم ثرنح للحظة،و كان ليسقط لو لم اقم بإمساكه،بقي مغمضا عينيه قليلا بينما يتنفس بسرعة جنونية.
فتح عينيه لتتلاقا عيني بعينه...لتظهر بعدها ملامح الرعب و الصدمة على وجهه و قال محاولا الصراخ لكنه لم يمتلك القوة"وح وح وحش".ثم فجأة بدأ الرجل بالارتجاف كالمجنون من ما جعلني ارميه على الارض بقلق.لتخرج دودة شبه عملاقةِِ من رأسه متوجهةً ناحيتي بسرعة،لكنني استطعت في اخر لحظة الامساك بسلاحي و تسديد ضربة ناحيتها،قاتلا اياها على الفور.
ظننت ان الامر انتهى لكن ذالك لم يكن صحيحا،بدأت اسمع صوتا غريبا يخرج من جثة الرجل،لتخرج بعدها دودة اخرى من صدره،منطلقتا ناحية اخي،قامت الدودة بإختراق قدم اخي الذي بدأ فورا بالصراخ من شدة الالم،التفت بسرعة ناحيتهم و قمت بقتلها قبل ان تسوء الامور.
ثم قمت بسحب اخي ناحية المنزل و حاولت اسعاف قدمه بسرعة.
تبا هذا سيئ حقا لقد مزقت الدودة جزئا من لحمه لكن لحسن الحض فالجرح لا يخرج الكثير من دماء لسبب ما،قمت بتغليف الجرح و وضعت اخي على السرير ليستريح قليلا.
ما هذا بحق... بدأت الديدان تخرج من جثثه مجددا،هناك 5 اخرون حسب ما ارا،لا بد انهم كانو يعششون في جسده.
بدئوو بأكل جثة الرجل و كذالك جثة الدودتان التان قتلانهم،المنظر مقزز حقا.
حسنا لقد قمت بإحراق الجثة و باقي الديدان،المطر لم يكن عائقا كبيرا حقا.
اخي ممدد على الأريكة و يبدو ان الألم بدأ بالإختفاء حسب كلامه،يحتاج فقط الا بعض الراحة.
اللع*ة هذا الشعور السيئ مجددا،جئت لأقوم بعمل خير و ذهبت لأساعد الرجل ليخبرني بعدها انني وحش...مثل البقية.
لقد كدت انسى كم ان البشر اوغاد،لماذا عليّ أن أرهق نفسي بالتفكير فيهم على اية حال،فقط علي ان انسى الموضوع التفكير الزائد لن يفيدني بشيئ.
همم ما هذا الشعور،،اشعر ببعض الام في رأس___________________
تبا ما الذي حدث لي،كم مر من وقت وانا فاقد للوعي،لقد حل علينا الظلام بالفعل.
مهلا لحظة!اين اخي؟!لقد ناديته عدة مرات لكنه لا يجيب،ايمكن ان شيئاََ ما حصل له؟
هناك صوت خربشات اتِِ من غرفة النوم،هناك شخص او شيئٌ ما هناك،علي تفقد الامر قد يكون اخي بخطر.
انا الان امام الغرفة وصوت الخربشات بدأ بالتزايد،سأفتح الباب و فور رأيتي لأي وحش سأهجم عليه.
اوه انه فقط اخي،انه بخير نوعا ما،سألته عن سبب تلك الاصوات،فأجابني انه فقط كان يبحث عن معقم ليقوم بتعقيم جرحه.
هذا طمأنني حقا لقد كنت قلقا من حدوث شيئِِ ما،لكن يبدو ان كل شيئ بخير.
خرج اخي من الغرفة و ذهب الا النوم،اظنني سأنام ايضا لكن ليس الان،انا جائع بعض الشيئ.
عودتي بعد تناولي لوجبة خفيفة،لا اشعر بالنعاس لكنني سأكتب الا انام مثل البارحة.
الفراش مريح و ضوء القمر يتسلل من فتحات النافذة المغلقة،صوت المطر وهو يضرب السطح بإيقاع هادئ يضيف جوا جميلا للمكان.
همممم لازلت مستغربا من سبب فقداني للوعي هكذا،ايمكن ان جثة الرجل اخرجت غازا مخدرا او ما شابه؟همم هذا التفسير الوحيد الذي اراه منطقيا.
هههههه شكل اخي و هو نائم مضحك قليلا.
تبا لقد ازعجته،لخبرني بأن انام،حسنا سأتوقف عن الكتابة حاليا.
_اععع ما هذا الصوت مجددا انه منتصف اليل،اخي ليس بالفراش لذا لا بد انه هو.
لا استطيع النوم مع كل هاته الضوضاء،سأذهب لتفقد الوضع عنده.
لقد كان اخي مجددا،وجدته يأكل مربا الفراولة خاصتي مجددا تصرفه هذا مزعج حقا...لقد حدث شيئٌ مضحك بعض الشيئ، عند دخولي عليه كاد قلبي ليسقط من مكانه ضننته يأكل لحما نيئاََ بالبداية لكنني استوعبت انه مجرد مربى فروالة،يا رجل كل ما حدث هذا اليوم جعلني اهلوس بشدة و ما جعل الامر ينجح حقا هي طبيعة اخي المقززة فهو يأكل المربا بيديه فقط لا يستعمل اية ملعقة فقط يغمس يده بالمربى انه غريب حقا،اخبرته مرارا و تكرارا بالتوقف عن ذالك لكنه يستمر بتجهالي تبا لعناده،لازالت اصوات اكله المزعجة بالارجاء لكنني سأحاول النوم.
_يوم جميل اخر،السماء تمطر مجددا،يبدو اننا سنحضى بأجواء جيدة هاته الايام،رائحة القهوة تفوح بالارجاء لا بد ان اخي استيقض قبلي كالمعتاد.
رائع لقد اعد لنا القهوة كما توقعت.
اخبرته مازحا"لا تقل لي انك انهيت اخر علبة من المربى البارحة؟"
رد علي"ههه اسف لقد كنت جائعا"
ضحكت وهززت رأسي بسخرية،ثم بدأت بشرب القهوة الساخنة.كانت لذيذة،تبعت الدفئ في هذا الصباح البارد.هاته اللحظات الصباحية البسيطة مع اخي هي افضل شيئ باليوم،تجعلني اشعر بالراحة و كأن كل مشاكل حياتي قد تبخرت في لحظة.
لاحظ اخي نظراتي الغريبة تجاهي و سئلني لماذا انظر اليه بهاته الطريقة.
"الامر فقط ،انني شاكر لكونك موجودا في حياتي لا اعرف مذا كنت لأفعل لولاك."
رد علي اخي بعد سماعه لكلامي"شكرا لكلامتك الطيبة يا اخي،انا ايضا لا اعرف"
"لا،بل شكرا لك.بفضلك حياتي اصبحت اكثر طبيعية،اكثر من ما كانت سابقا"
_شربنا قهوتنا و خرجنا للعمل على المزرعة كالعادة،مر اليوم عاديا كالمعتاد.
اخيرا انتهينا من العمل الشاق،قمنا بتكبير المزرعة بعض الشيئ لذالك قد اخذنا وقتا اطول من المعتاد.
اللع*ة رأسي مجددا،ما باله هاته الايام،اصبح يألمني بشدة في الاونة الاخيرة.
سأحاول تجاهل الالم حاليا لعله يختف____
هاته الهلوسات لم تعد مزحة بعد الان هناك خطب بي بالتأكيد.
اكون جالسا بهدوء الا فجأة ابدأ بسماع صوت خشخشات اتِِ من ورائي،و حين التفت للوراء لا اجد احدا.
حتى اخي بدأ بالإستغراب من تصرفاتي هاته و سألني عدة مرات سابقا عن سبب قيامي بهاته الافعال.
سألته حينها إن كان يسمع نفس الشيئ الذي اسمعه لكنه كان يجاوبني بلا،من ما يعني انني الوحيد الذي اسمع ذالك.
لم يقتصر الامر على الاصوات الغريبة فقط احيانا ارا ظلالا غريبة تتحرك بمفردها في اماكن بعيدة عن نظري وعندما اذهب لتفقد الوضع لا اجد احدا بالمكان،ولا حتى اثار اقدام.
هذا يخيفني بعض الشيئ و يشعرني بعدم راحة،لكن لا يوجد شيئ بإمكاني فعله سوا الراحة الا ان تختفي هاته التخيلات من تلقاء نفسها.
تناولنا الغداء و الان انا فقط جالس اقرأ بعض الكتب التي وجدتها بالمدينة،اقرأ حاليا رواية اسمها سيمفونية الفجر الأخير اعجبتني القصة،و الاحداث جيدة حقا و مشوقة،من ما يقتل الملل الذي احس به.
كنت غارقا بالقرائة لدرجة اني لم اسمع الجلبة التي تحصل بالخارج،الدجاجتان بدأتا بالصراخ بشكل مزعج لا بد انهم يتقاتلون او هناك خطبا ما،سأخرج لتفقد الامر.
مذا...؟هناك شجرة طويلة بالقرب من المنزل،لم ألاحظها من قبل. كيف نمت هنا؟.
الشجرة نحيفة بشكل غريب،لونها بني,و لديها اوراق صغيرة.ايمكن انها فقط هلوسة؟فهذا غير منطقي ابدا كون شجرة نمت من الا شيئ الا هذا الحجم بهاته السرعة.انها ليست وهماََ بإمكاني لمسها،هذا غير مبشر الخير سأقوم بحرقها قبل ان يحصل اي شيئ سيئ.
انتهيت من حرقها،هناك الكثير من دخان يخرج منها،المنظر جميل بصراحة اتمنى لو ان اخي كان ليراه...مهلا لحظة اين اخي؟
انه نائم كالعادة على الاريكة،لسوء حضه لم يرا هذا،المهم اظن انني سأرجع للقرائة الا ان امل.
؟هناك صوت غريب بالخارج مجددا،ما بال هذا اليوم،استيقض اخي ايضا بسبب الصوت،المهم سنخرج لتفقد الوضع.
اوه لا لا لا لا ليس الان،لماذا الان،لقد بدأت حياتنا لتو بالإستقرار،هناك جموع من زومبي متوجهين ناحيتنا،ما الذي جاء بهم الا هنا؟،ليس هناك وقت لتفكير علينا الهروب حالا.
استطعنا الهروب لكن اخي قد اصيب من احدهم،لقد كان قريبا بشكل كبير من البيت لكننا استطعنا قتله،الان نحن فقط مستمرون بالمشي بعد ان ابتعدنى بما فيه الكفاية من كوخ.
لحسن حظنا استطعنا احضار الدجاجة و بعض الاكل معنا،على الاقل لم نخسر كل شيئ__اظن.
الطريق خالية تماما،لا توجد سوا اشجارصغيرة تظهر بالطريق من الحين للأخر، و بعض الطيور تتغدى على جثة حيوان ما.
سألت اخي عن اين سوف نذهب،لكنه بقي صامتا.لا الومه على ذالك فقد_فقدنا كل شيئ بنيناه مجددا.
اخي يبدو منهكا بشدة ربما علينا الاستراحة قليلا.
جلسنا نرتاح قليلا تحت ظل احد الصخور،اعطينا الدجاجتين بعض الماء بينما نستريح قليلا.
نظرت الا اخي الذي بدا لي منهارا بشدة،وجهه شاحب،و طيلة الطريق لم ينطق بكلمة...لا اعرف مذا افعل،مذا اقول له؟.
اوه!لقد تحدث،قال ليه"ما الذي سنفعله الان؟...لقد فقدنا كل شيئ.كل ما بنيناه قد اختفى بكل بساطة"
اعرف ذالك مسبقا لكنني حاولت التخفيف عنه بقولي له أننا ما زلنا معًا، وهذا أهم شيء.
خفف ذالك عنه قليلا حيث اخبرني"انت محق،لا اصدق انني نسيت ذالك،انا اسف"
لكنه كان لا يزال حزينا بعض الشيئ.
اخبرته بأن لا يقلق و اننا سنجد مكانا جديدا كما فعلنا سابقا.
لم يرد علي لكنه اكتفى بالنظر لي و في وجهه إبتسامة صغيرة.
مرت بضعة دقائق و نحن على نفس الحالة،الا ان كسر اخي الصمت و قال لي"كنت اريد ان اسألك عن ذالك منذ زمن طويل لكنني كنت انسى دائما،لمذا تقوم بكتابة كل شيئ يحصل لنا بالمذكرة؟،الاحداث المحادثاث،مثل الان،انت تقوم بكتابة ما اقوله بنفس الوقت تقريبا"
بكل صراحة،لم أفكر يومًا في سبب كتابتي لكل ما يحدث...بعد التفكير بالامر لوهلة،في بداية الامر عند حصولي على المذكرة كنت فقط انوي تسجيل لحظات يومي لكي لا انساها مستقبلا،حتى لا أنسى اللحظات التي عشتها مع عائلتي،لكن الان بالإضافة الا ذالك انا أضع كل تلك المشاعر والأفكار المقلقة على الورق، بدلًا من أن تبقى تدور في رأسي بلا توقف. إنها طريقتي بالتنفيس عن مشاعري بكل اختصار،كل كلمة اكتبها،كل حرف اكتبه يساعد و لو قليلا عن التخفيف عن مشاعري السلبية و لو قليلا لذالك احاول قدر المستطاع الاطالة بالكتابة عن طريق كتابة كل شيئ.
اكتفى اخي فقط بالنظر إلا السماء و القول لي"احسدك على ذالك"
اخذنا قدرنا من الراحة علينا البحث عن مكانِِ للمكوث قبل ان يحل اليل.
الظلام بدأ يخيم على المكان، و إلا الان لم نجد اي مكانِِ للمكوت فيه،صادفنا بعض الزومبي اثناء طريقنا لكننا استطعنا تجنبهم لحسن الحظ،اتمنى فقط ان يمر هذا اليوم على خير.
اخيرا،لمحت شيئا من بعيد،انه جدار عملاق حسب ما ارا،لا بد انه مكان امن.
مهلا لحظة،هذا لا يصدق!هناك بشر بهذا المكان،ههههه لا اصدق عيني لقد انقذنا.
اخي ايضا يبدو متحمسا قليلا لكن يبدو انه تعب قليلا،المهم علينا الاسراع الا هناك.
_____الع*ة الع*ة الع*ة الع*ة،لم يسمحو لنا بالدخول،و كل هذا بسبب شكلي مجددا،طلبنا منهم المساعدة،فأخبرونا ان نعرف بهويتنا،اخبرته اننا مجرد ناجون نبحث عن مأوى،بقو صامتين لبرهة و فجأة بدئوو بالإطلاق علينا بأسهمهم.اثناء هروبنا سمعت احدهم يقول"ذالك الرجل يمشي مع وحش لا بد انه وحش اخر يحاول خداعنا".
كم اكره نفسي،تسببت مجددا بذهاب فرصتنا الاخيرة لنجاة،بسبب هذا الشكل المقزز الذي ولدت له___________لا استطيع مسامحة نفسي على ذالك،انا فقط اقوم بجلب المشاكل لأخي___ابي قد كان محقا...انا فقط اجلب المشاكل لنا.
استطعنا الهرب منهم،و الان نحن فقط العراء،في ارض ميتة خالية من الحياة،نأمل ان لا يهجم علينا شيئ الا الصباح.
نظرت الا اخي و سألته عن ما الذي سنفعله الان؟
ليقوم بإجابتي ان واحدا منا سينام بينما الاخر سيقوم بالحراسة.
كان اخي متعبا لذالك انا من سيقوم بالحراسة.
المكان مظلم بشدة،بالكاد استطيع رأية اي شيئ سوا نورٍ خفيف اتِِ من الحصن البشري ذاك، ذلك النور الخافت المنبعث منه بدا كأنه يسخر مني،يذركني ذالك بكم انني غير مرغوب به،لا بين الوحوش ولا بين البشر.
اريد البكاء،لكني لا اريد ازعاج اخي او التسبب بجلب المشاكل مجددا.
اتمنى لو ان كل هذا مجرد كابوس طويل،استيقظ منه غدًا واعود للحياة كما كانت.
اسمع صوت خشخشة غريب ورائي مجددا،نظرت للرواء لكن لا شيئ هناك.
هاته الهلاوس ستقتلني يوما ما،بدأت الاحظ الكثير من الظلال تتحرك عند أطراف بصري،احس بأنفاس حادة امامي:لكن لا شيئ موجود حتى،اصوات والدي تتردد في اذني بشكل مزعج،حتى انني بدأت ارا اخي بشكل غريب من الحين للأخر،احتاج النوم بشدة،سأوقض اخي و اذهب لنوم لا استطيع التحمل اكثر من هذا.
_حل صباح و حزمنا امتعنا،و بدأنا بالتحرك على امل ان نجد منزلا جديدا.
مرت عدة ساعات و نحن نمشي بلا هوادة و اخيرا وصلنا الا احد المدن.
المدينة مدمرة كالمتوقع،لكن الشيئ الغريب فيها ان الضباب كان يغلف كل شيء في المدينة.
عند دخولنا كان اول شيئ صادفناه هي جموع من زومبي يمشون ما بين الضباب،بسرعة قمنا بالهروب و اختبئنا داخل احد المباني.
المكان يبدو امنا نوعا ما،من المحتمل اننا في محل،لكنه فارغ و مليئٌ بالجثث هنا و هناك.
طلب مني اخي البحث بالجثث عن اي شيئ قد ينفعنا.رائحة الجثث خانقة،بالكاد استطيع التنفس حولها.
الاشياء التي وجدتها:
● ولاعة مكسورة و بعض الاوراق النقدية
● دفتر مبلل، صفحاته متيبسة وبعضها ممزق، لكن لا يزال هناك بعض الكلمات المقروءة.
● سكين صدئ
● كاميرا صغيرة، مغطاة بالدماء والغبار، لا أعلم إن كانت تعمل أم لا.
لم نجد اي شيئ مفيد الا الان،خرجنا من المكان بهدوء بعد ان تأكدنا من ان لا احد الجوار،اخبرني اخي ان أخذ حذري فمن الوارد ان يخرج اي شيئ من هذا الضباب،طبعا انا اعرف ه__
مهلا لحظة اين اخي؟لقد كان لتو امامي،جربت مناداته لكنه لا يرد،اعرف ان ذالك سيجلبهم لي لكن ذالك لا يهم حاليا اين اخي؟.
الع*ة اسمع اصوات الزومبي بكل الاتجاهات،كان يجب ان ابقي عيني عليه قدر الامكان،الع*ة لا يوجد وقت لفعل شيئ الاصوات تقترب علي البحث عن مكان امن بأسرع وقت.
نجوت بأعجوبة،هاجمني احدهم،قام بجرحي في ذراعي لكنني استطعت قتله،لحسن حظي استطعت الهرب لداخل احد صيدليات،اغلقت الباب بإستعمال كل شيئ وجدته امامي لكن لا يبدو انه سيصمد كثيرا،هناك جموع بالخارج لو دخلو فنهايتي ستكون محتومة.
وجدت بعض الضمادات هذا جيد بإمكاني ايقاف النزيف قبل ان يتفاقم.هناك الكثير من الادوية،سأخذ كل ما استطيع اخذه قد نستفيد منه
.رائع!هناك دواء ضد الهلوسة سيكون هذا مفيدا لي،سأخذ كل ما استطيع اخذه بسرعة.
ليس هناك وقت للفرح الباب سوف يكسر،علي الهروب من هذا المكان و البحث عن اخي.
فيو استطعت الهرب بأعجوبة،كان هناك باب خلفي لحسن الحظ من ما مكنني من الهروب.
مهلا لحظة؟انه صوت اخي انه قريب!.
لا اصدق انه بخير!،كدت افقد الامل في ايجاده،سألته عن سبب إختفائه،فأخبرني انني انا من اختفيت و ليس العكس،ليس مهما الان لا بد ان الضباب قام بتفريقنا،المهم اننا عدنا مع بعضنا.
و اخذني بعد ذالك لأحد المنازل التي تبدو بحالة جيدة،يبدو اننا سبنيت هنا لهذا اليوم.
المكان جيد بالداخل،صحيح انه مليئ بالغبار و خيوط العناكب لكنه افضل من لا شيئ.
ممتاز هناك بعض الطعام بالمكان.
اكلنا حتى شبعنا،اخيرا بعض الراحة،ان المنزل هادئ من الرغم من كونه وسط مدينة مليئة بالزومبي،صوت الزومبي بالكاد يسمع بالخارج،هذا يعني انهم بعيدون عن هذا المكان.
تبا رأسي مجددا،الهلاوس رجعت مجددا،انه الوقت المناسب لكي اجرب الادوية التي وجدتها بالصيدلية.
مكتوب هنا علي تناول حبة واحدة من الدواء و شرب القليلا من الماء معه،حسنا قمت بذالك،الان علي الانتظار لبعض الوقت.
بدأ رأسي يهدأ قليلًا،الاصوات التي اسمعها بدأت بالاختفاء،شعور غريب،وكأنني أرى الأشياء بوضوح أكثر،حتى شعور الضيق الذي كنت احس به بدأ بالاختفاء،ههههههه علي اخبار اخي بهاته الاخبار الجيدة.
(ما سأكتبه الان ليس من مذكرة بل الاحداث الفعلية التي حصلت بتلك اللحظة)
التف فيلمير الا اخيه بإبتسامة كبيرة على ملامحه،مستعدا لإخبار اخيه بالأخبار الجيدة،لكن ابتسامته سرعان ما تلاشت فور رأيته له.
كان اخوه متكئا على الارض المكان مقيدا بالحبال،جلده شاحب و نصف وجهه مُتحلل،و فمه مقفل بالشريط الاصق،بينما يتحرك بعشوائية محاولا تحرير نفسه،كان اشبه بالجثة الحية.
سادت علامات الفزع على وجه فيلمير فور رأيته اخاه، ذهب مسرعا ناحيته ليبدأ بعدها بفك قيوده بينما يقول بصوت مليئ بالتوتر و القلق"اخي!ما الذي حدث لك؟من فعل هذا بك؟متى استطاع فعل ذالك بك؟"،فك فيليمير قيود اخيه،ليقوم فجأةََ بالهجوم عليه مسقطا اياه على الارض بينما بدأ بعضه محاولا التهامه تحت نظرات الفزع والصدمة على وجه فيليمير الذي حاول الدفاع عن نفسه و بنفس الوقت حاول قدر المستطاع عدم ايذاء اخوه بينما يقول يملئه الحزن و التوتر"اخي؟اخي جاوبني،ارجوك قل شيئا"،لكن بلا جدى استمر اخوه بالهجوم عليه و سبب له اضرارا جسيمة في كلتا يديه من ما تسبب في نزيفهما.
ركل فيلمير اخاه بقوة مبعدا اياه عنه ثم قام بحمل سكين بيديه المرتجفتين، بينما ينظر الا اخيه وعيناه ملأى بالدموع والحزن
ثم قال بصوت يملئه الحسرة "ابتعد...ارجوك لا اريد ايذائك"،لكن كلماته لم تكن ذا معنى بالوقت الحالي،اخوه قد رحل منذ وقتِِ طويل،انطلق اخوه مسرعا ناحية فيلمير غير مبالي كونه اخاه او لا،و في لحظة حاسمة ادخل فيلمير سكينه داخل رأس اخيه،غارسا السكين بكل قوته.
فيلمير وقف هناك، يحدق في أخيه الذي مات مباشرة جراء ذالك،محاولا استوعاب كل ما حصل له،ترك السكين من يديه ليسقط جسد اخيه الميت على الارض،لمذا؟كيف حصل هذا؟ كانت هاته الاسئلة التي كانت تدور بذهنه.
سقط فيلمير على ركبتيه بجانب جسد أخيه و الدموع اغرقت عينيه،لم يهتم بجروحه،لم يهتم بأن اصواتهم ستجذب الخطر نحوهم،لم تعد هناك اية رغبةِِ بالعيش لديه...
امسك بجسد اخيه الميت ثم قام بعناقها بينما يبكي بكل قوته،في حين بدأ بتذكر لحظاته مع اخيه،كل لحظاتهم السعيدة و الحزينة،كل المواقف التي تعرضو لها،كيف صبرو رغم كل الصعوبات التي مروا بها...لكن الآن،كل شيئ قد اختفى...
بعد مدة من الزمن اخرج فيلمير مذكرته من قميصه ثم قام بفتحها تحت اصوات الزومبي و هم يقتربون منه ليبدأ بعد ذالك بالكتابة
(عودة الا مذكرة)
___________لا اصدق انني اجبرت نفسي على تصديق كل هذا...
لا اعرف...انا فقط لا اعرف لم اعد اتق في ما اراه بعد الان،كل هذا الوقت كان اخي زومبي بالفعل،اصبحت مجنونا و لم اتقبل الامر،لم اتقبل ان الشخص الوحيد الذي بقي لي قد ذهب بالفعل منذ وقتِِ طويل،لا اعرف حتى متى حدث له هذا_لم اعد اعرف ان كان كل ما حصل لي حقيقيا او لا،اوهمت نفسي ان كل شيئ بخير،اوهمت نفسي انه لازال معي،و لم ادرك الامر حتى الان.يدي تنزف بشدة و الزومبي قد حاوطو المكان بالفعل...لكنني لا اهتم...كم اتمنى لو لم اكل تلك الحبوب...
(ما يكتب ليس من مذكرة)
اقفل فيلمير مذكرته و وضعها داخل ملابسه بهدوء،اثناء ما كان ينظر الا اخيه الميت للمرة الاخيرة، لينهض بعد ذالك و يبدأ بالمشي خارجا متجاهلا صراخ الزومبي بالارجاء.خرج إلى الزقاق، يترنح بين الحطام والجثث المتناثرة، لا مبالياً بما حوله،كان بإمكانه سماع صوت الزومبي يقترب، لكنه لم يسرّع خطاه، لم يحاول حتى تجنبهم.
نظر الا يديه الملطختين بدماء اخيه،دماء اعز شخص على قلبه.
استمر بالمشي في الضباب،بلا وجهة، بلا هدف. فقط يمشي...منتظرا نهايته.
بينما كان يسير وسط الضباب، بدأت تظهر له ظلال تتحرك بين الركام، أطياف مألوفة تخرج من بين الدخان،كأشباح من ذكريات بعيدة.
ظهر له شخصٌ يشبه اباه من الضباب،يمشي بعكس اتجاهه،ناظرا بعيدا عنه،ليمر بعدها بجانب فيلمير الذي لم يبدي اي ردة فعل و استمر بالمشي قدما.
مر بعدها بجانب والدته، التي كانت تسير ببطء و عيناها مليئتان بالدموع، لكنها لم تلتفت إليه. كانت تحدق إلى الأمام،متجاهلتا اياه.
لتبدأ بعدها اطياف لأشخاص عاش معهم فيلمير بوقت من الاوقات،الاطفال الذين لعبو معه بصغره،الجنود الذين ساعدوهم،الناجون الذين كان معهم،كلهم مرو عليه بأوجهِِ مضببة،بينما استمر فيلمير في مشيه للأمام دون ان يلتفت لأحدهم.
فجأة بدأت الاطياف بالتلاشي من حوله،وبدأ الضباب يخف تدريجياً،اثناء ذالك و لثواني معدودة ظهر خيالٌ لأخيه الميت،واقفا امامه دون حراك،ينظر اليه و بوجهه ابتسامة لطيفة.
توقف فيلمير امامه ثم نظر الا عينيه مباشرةً،و مشاعر الاشتياق الحزن تهيمن على قلبه،و قبل ان يكمل طريقه همس بصوتٍ منخفض لكنه مليئُ بمشاعر الاشتياق.
"شكرا للطفك معي...لقد كنت معي بكل اوقاتي الصعبة،لحظاتي السعيدة و الحزينة،لم تكترت لشكلي او لعدم نفعي لك،فقد نظرت اليَّ دائما كأخٍ لك،و ليس كوحش،يا ليتك كنت هنا لأقولها لك.لكن كل ثانية معك كانت هدية لا تقدر بثمن."
ضربت الشمس وجه فيلمير من ما تسبب بحرق جلده،لكنه لم يهتم للألم و قام بتغطية نفسه و الاستمرار بالتقدم صوب الارض الميتة التي اتا منها بالبداية،تاركا المدينة من خلفه،يداه كانتا تنزفان بغزارة بدون توقف،جاعلتين موت فيلمير الا مسألة وقت.
استمر بالمشي لعدة دقائق الا ان احس و كأنه اصطدم بشيئ ما من تحته،نظر لتحته ليجد فتىً صغيرا ساقطا على الارض،كان مرتديا ملابس كبيرة على عمره لسبب جهله فيلمير،نظر اليه بنظرات مليئة بالالم و الحسرة لكل ما حدث له،جلس على الارض ثم بدأ بالتدقيق على ملامح الفتى ليرا إن كان على قيد الحياة.
كان لا يزال يتنفس لكن ملامح وجهه واضح عليها الجوع والعطش.
شعر بشيء من الندم والحزن،لكنه لم يدرِ ما الذي يجب فعله. قام بإخراج قارورة الماء من جيبه، وفتحها ببطء،ثم بدأ بتشريب الفتى من الماء بيديه المرتجفتين.
انطرح فيلمير على الارض من شدة التعب،كان يعلم انها ستكون نهايته،لكنه اراد على الاقل ان يقوم بشيئ جيد،و لو لمرة واحدة في حياته قبل ان يموت،نهض فيلمير من على الارض بصعوبة و قام بسحب مذكرته من ملابسه و فتحها ببطئ نحو الورقة الاخيرة فيها،ليبدأ بعدها بالكتابة.
_انا لن اعيش لوقت طويل،الدماء تسيل بغزراة و تأبى التوقف،بالكاد استطيع كتابة ما اكتبه الان،لكني لن اموت قبل ان اقوم بشيئ مفيدِِ واحدٍ على الاقل،سأكرس اخر لحظات حياتي في انقاذ هذا الطفل،اما بنسبة لي فليس لي املٌ بالعيش،و ليست لي رغبة بذالك حتى.
ايها الطفل لو كنت تقرأ هذا فأود ان اشكرك على وجودك هنا في اللحظة الأخيرة من حياتي.
بفضلك قد حضيت بفرصة للقيام بشيئ ذا قيمة في حياتي هاته،حتى لو كان اخر شيئِِ اقوم به،لدي طعام و شراب داخل حقيبتي،اظن انه بإمكانك الاستفادة منها،بالإضافة لا تذهب الا تلك المدينة انها خطرة،لف حول المدينة ستجد مكانا مليئا بالحطام،ابدأ بالمشي عكس اتجاه المدينة و بمسافة قدرها عدة ساعات سترا حصنا فيه بعض البشر اظن انهم سيساعدونك.
اسمي فيلمير ريد عمري 20 سنة عشت بمدينة أركاديا،ولدت بمرض يجعلني لا استطيع تحمل اشعة الشمس ودمائي المفقودة لا يمكن ان تسترد الا عن طريق تعويضها بدماء من مصدر خارجي.هاذه الحالة جعلتني اشبه الوحوش،جعلت حياتي صعبة حتى بأخر لحظاتي انتهت قصتي من هنا لكن ليست بنسبة لك،سأموت هنا، لكنني أريدك أن تستمر في العيش،أن تجد الأمل الذي لم اجده،عش حياتك،كون اصدقاء،العب معهم،لا تكن عبئا عليهم.ليس هناك مساحة كافية لأزيد الكتابة لذالك كلماتي الاخير لك هي فقط عش لأجلي.
اقفل فيلمير مذكراته بهدوء ثم قام بوضعها داخل ملابسه للمرة الاخير،و بأخر لحظاته وقف امام الفتى لكي يحجب اشعة الشمس عنه،ثم إبتسم بهدوء رغم الألم الذي ينهش جسده،م همس بصوت خافت: "على الأقل... هذه المرة، استطعت فعل شيء جيد." ومع آخر أنفاسه، سقط على ركبتيه قبل أن ينهار جسده تمامًا، تاركًا خلفه وصيته الأخيرة.
(العودة الا جيسي والبقية)
اقفل جيسي المذكرة بهدوء و بوجهه ملامح من الشفقة و الشكر،بينما كان ميرا و جوزيف ناما منذ وقت طويل.
نظر جيسي الا المذكرة بينما تخرج دمعة من عينيه متأثرا من الاهوال التي عاشها فيلمير و من الرغم من ذالك قام بإنقاذه بلحظاته الاخيرة،ذالك ما زرع شعورا من الاحترام لجيسي نحوه،اغمض عينيه لوهلة ثم قام بمسح الدمعة التي انسابت على خده،و اخذ نفسا عميقا.
لم يعرفه و لم يقابله شخصيا،لكنه تمنى لو كان بإمكانه ذالك،أعاد جيسي المذكرة الا قميصه،ثم نظر ناحية ميرا و جوزيف النائمين،احس هو ايضا بالتعب لكن قلبه كان مثقلا بالمشاعر،نهض من مكانه ثم خرج من الكوخ،ليجد ان الشمس قد بدأت بالغروب،نظر الا الناس بالمكان و هم يمشون بالطرقاء،سعداء،غير قلقين من الخطر الذي بالخارج،ثم قال بينما تظهر إبتسامة صغيرة على وجهه
"يا ليتك بقيت حيا إلا الان"
the end