Cherreads

Chapter 15 - خداع

ظل إيثان ونيكولاس يحدقان في النار، محاولين تجاهل الأعين التي تراقبهم من خلف الظلمات. نظر نيكولاس نحو إيثان وبدأ يتحدث معه محاولاً تجاهل الأعين. "كيف حالك يا فتى؟" ظل إيثان صامتًا وهو ينظر نحوه. قال نيكولاس له: "أوه صحيح، أنت لا تستطيع الكلام...حسنًا، لدي فكرة."جمع نيكولاس قبضته ورفع إبهامه لأعلى وقال له: "قم بهذه الحركة لتقول نعم أو بخير أو أي شيء إيجابي." بعدها قلب إبهامه وجعله ينظر للأسفل: "واستعمل هذه الحركة لتقول لا أو لست بخير أو للتعبير عن أي شيء سلبي." ثم فتح يده وأكمل حديثه: "واستعمل هذه الحركة عندما لا تعرف شيئًا."هل فهمت؟"رد عليه إيثان بالإشارة بنعم. ظهرت ابتسامة خفيفة على وجه نيكولاس، أخذ نفسًا عميقًا وقال له: "جيد، هذا قد يجعل الوقت يمر أسرع." نظر نيكولاس نحو الأعين وأشار إليها بيده قائلاً: "هل تشعر بعدم الارتياح مثلي مع هذه المخلوقات؟" وجه إيثان أنظاره نحو الأعين ورد عليه بنعم. سحب الاثنان نظرهما عن الأعين وظلا ينظران إلى النار المشتعلة كونها الشيء الوحيد الذي يشعرهما ببعض الأمان في هذا الظلام. نظر نيكولاس نحو السماء ليجد الأشجار تغطي على النجوم. أغمض عينيه وأخذ نفسًا عميقًا بينما ينتظر انتهاء فترة الحراسة، إلا أن فجأة بدأ يسمع صوتًا ما، لقد كان مألوفًا بالنسبة له. فتح عينيه بسرعة وبدأ ينظر في كل الاتجاهات محاولاً معرفة مصدر الصوت. بدأ الصوت يصبح أوضح فأوضح، بينما تعابير الصدمة والاستغراب مسيطرة على وجهه. لاحظ إيثان تصرفاته الغريبة ونظر نحوه باستغراب. نظر نيكولاس نحو إيثان وبتعابير الصدمة على وجهه قال: "أتسمع هذا؟ أتسمع هذا الصوت؟" رفع إيثان ذراعه وأشار ب لا.امتزجت تعابير الصدمة والاستغراب على وجه نيكولاس وقال له بانفعال: "ماذا؟ ألا تسمع صوت امرأة بالجوار؟" رد عليه إيثان ب لا. بقي نيكولاس حائرًا مما يحدث، بينما الصوت يصبح أوضح وأوضح حتى بدأ يسمع الصوت بوضوح. استدار ووجه أنظاره نحو ظلام الغابة.

"هل هذا وهم؟ أيمكن أنني أتخيل هذه الأصوات بسبب التوتر؟ مستحيل، إنه حقيقي جدًا!" ليقاطع حبل تفكيره نفس الصوت، لكن هذه المرة استطاع سماعه بوضوح وفهم ما يقوله: "نيكولاس، أهذا أنت؟"تجمدت تعابيره فجأة بعد سماع هذه الكلمات. بقي متجمداً في مكانه لعدة ثوانٍ حتى نطق فجأة: "أمي؟" كبرت حدقتا عينيه وفتح فمه قليلاً وبدأ يتقدم نحو الظلام ببطء. "أمي، أهذا أنت؟ هل استطعت الهروب أخيرًا؟" بدأ الصوت يرد عليه: "نيكولاس! إنه أنت حقًا، لقد كبرت جدًا."ظل نيكولاس يتوجه نحو الظلام ببطء وعيناه تدمعان. "أمي، لقد نجوتِ حقًا، لا تدرين كم افتقدتكِ، كم كنت أنتظركِ، كم عملت لأستطيع الوصول إليكِ." رد عليه الصوت: "أجل يا صغيري، لقد مرت سنوات منذ أن رأيتك، وها أنا أراك الآن وأنت رجل قوي بالغ. تعال، ساعد أمك يا صغيري."لاحظ إيثان أن نيكولاس يتوجه نحو الظلام ببطء. فتح عينيه بفزع وانطلق مسرعًا نحو نيكولاس المتوجه نحو الظلام. أمسك به وبدأ يحاول إعادته إلى نار المخيم. انفعل نيكولاس وبدأ يضرب إيثان الممسك به بقوة. "اتركني أيها الوغد، اتركني أذهب إلى أمي. لقد قالت بأن أتي لأساعدها، لابد أنها ساقطة على الأرض مجروحة أو قدمها عالقة في أحد الأشجار." ظل إيثان يجاهد بكل قوته لمنع نيكولاس من الذهاب. ظل نيكولاس يضرب في إيثان بقوة لدرجة أن الدماء بدأت تخرج من أنفه وفمه.وجه إيثان إصبعه إلى إحدى المناطق وكأنه يطلب منه أن ينظر إليها. وجه نيكولاس نظره إلى ذلك المكان ليتصلب وجهه مما رآه ويتوقف فجأة عن ضرب إيثان. كانت النيران تضيء مساحة صغيرة من المكان، وفي آخر ذلك الضوء بين الأشجار كان هناك فم تحت بين احدى الأشجار. كان يشبه الأفعى، لكن بدل رأسها كان هناك فقط فم بشري يتكلم بصوت غير مسموع بالنسبة لإيثان، لكن بالنسبة لنيكولاس كان صوت أمه متناسقًا مع حركة فم ذلك الشيئ.

.لاحظ المخلوق أنهم قد لمحوه، فزحف بسرعة نحو الغابة مختفيًا بين الظلمات، ومعه اختفى الصوت وعم الصمت المكان.ترك إيثان نيكولاس المصدوم وذهب ليجلس في مكانه. سقط نيكولاس على ركبتيه والصدمة مازالت ظاهرة على وجهه. "أكان كل هذا مجرد خدعة لاستدراجي بعيدًا عن المجموعة؟" وجه أنظاره نحو إيثان المصاب، وكانت الدماء تسيل من أنفه وبعض الانتفاخات ظاهرة على وجهه.نهض على قدميه وتوجه نحو المكان الذي كان يجلس فيه، وإحساس الإحراج والندم في داخله بسبب ما فعله. "لقد كان يحاول تحذيري، وبدل الإنصات له، تركت مشاعري تتغلب علي وبدأت بالهجوم عليه." نظر نحو الفتى وتعابير الندم والإحراج واضحة عليه. بقي صامتًا لبعض الوقت حتى تكلم قائلاً: "آسف يا فتى على إيذائك. لقد خدعني ذلك الشيء حقًا."نظر إيثان نحوه بانزعاج وهو يمسح الدماء من أنفه.زادت مشاعر الندم في قلب نيكولاس. "أنا آسف حقًا يا فتى، لكن صوتها كان مشابهًا تمامًا لصوت أمي."تجاهله إيثان وذهب نحو حقيبته وأحضر منها بعض الضمادات. رجع إلى مكانه وبدأ يلف الضمادات حول أنفه. نظر نيكولاس نحوه وقال له: "ما الذي تفعله؟".نظر إيثان نحوه باستغراب، وأكمل نيكولاس كلامه: "الضمادات لا تستعمل على جروح بسيطة، تستعمل فقط عندما تجرح جرحًا خطيرًا يا فتى. أرجع الضمادات إلى مكانها." سمع إيثان ما قاله، وبدأ بنزع الضمادات من وجهه وأعادها إلى مكانها.بدأ نيكولاس يأخذ نظرة حول المكان ليجد أن الأعين مازالت تنظر نحوهم. أخذ نفسًا عميقًا وأرجع نظره نحو إيثان وقال له: "آسف مرة أخرى على ما فعلته. لقد ظننتها والدتي، لذلك انخدعت من ذلك الوحش. أنا أعتذر بكل صدق عن غبائي." ظل إيثان ينظر نحوه، لكن ملامح الانزعاج خفت قليلاً. رفع ذراعه وأشار بنعم، بمعنى أصح أنه سامحه. ظهرت ابتسامة خفيفة على وجه نيكولاس و قال بنبرة سعيدة بعض شيئ

"شكرا لك"

(نهاية)

gg

More Chapters