نظرت ميرا نحو جيسي بملامح جدية وقالت بصوت حاد: "لا اعرف اي مجموعة قد انضممت لها لكن هذا غير صحيح،لدينا محصول جيد من الطعام لذالك لا توجد اية مجاعات المشكلة الوحيدة هنا هي بعض الامراض و قلة الناس التي لديهم القدرة على نجاة بالخارج مع تلك المخلوقات. فنحن مجرد مجموعة تتكون من 40 شخصًا ومعظمهم متضررون ولا يقدرون على القيام بالمهام بالخارج عكسكم." كان الجميع يشاهد هذا النقاش الحاد بينهما بصمت.بينما كانت الفتاة تشاهد النقاش بوجه خائف قليلًا وتتساءل داخلها عن كيف سينتهي هذا، بينما الفتى الذي كان بجوار جيسي ظل ينظر نحو الحفرة التي بالسقف بفضول. رد جيسي عليها: "ما الذي سيجعلني أتأكد من أن كلامك صحيح على أية حال؟"
تغيرت ملامحها وأصبحت أكثر صرامة: "فلتنظم معنا، ولو لم يعجبك المكان يمكنك الخروج وقتما تشاء. وهذا الكلام ليس لك فقط بل لجميع الموجودين هنا." بدأ جيسي بحك رأسه بينما يفكر في عرضها، عم الصمت المكان، ووجه الجميع تركيزه نحو جيسي منتظرين جوابه.
(يفكر) "حسنًا، هذا عرض جيد بنسبة لي. بإمكاني الانضمام ورؤية الأوضاع في هذه المجموعة ومعرفة الأوضاع المعيشية والصحية هناك وتقرير فيما بعد إن كنت سأبقى أو أخرج."
اتخذ جيسي قراره ووجه نظره نحوها بكل ثقة قائلاً: "حسنًا، صفقتك تبدو جيدة بالنسبة لي، أنا موافق على الانضمام."
تبعه الرجل الأسود قائلاً: "كونك فكرت بالموضوع ووجدته جيدًا، فسأنضم أيضًا." علت ابتسامة خفيفة ملامح ميرا وقالت لهم إنهم لن يندموا على خيارهم.
نظرت ميرا نحو الفتاة، أزاحت الفتاة عينيها عنها ببطء وقالت لها بصوت منخفض متردد: "أنا سأضم، لا داعي للإكثار من الحديث."
استدارت ميرا وتوجهت نحو أحد الجدران، قامت برفع يدها للأعلى وأسقطتها بقوة عليه. تحطم الجدار ليظهر ورائه سلم يقود نحو الأعلى. أخبرتهم بأن يتبعوها للأعلى.
بدأ الكل بتسلق السلم بتدرج، ذهبت ميرا والفتاة أولاً، وتلاهما الرجل الأسود والفتى. بقي جيسي في الأخير. توجه نحو السلم وبدأ بالصعود ببطء للأعلى إلى أن بدأ يقترب تدريجيًا إلى نهاية النفق، بينما ظل ضوء الشمس يزداد تدريجيًا، إلى أن وصل لنهاية النفق لتغطيه أشعة الشمس في كل أنحاء جسده. رغم ما مر به جيسي هذا اليوم، دفء أشعة الشمس أشعر جيسي بالارتياح والأمان بينما ينظر نحو السماء. لكن هناك صوت غريب جذب انتباهه. صوت لم يسمعه لسنوات كثيرة.
قام بإنزال عينيه ليجد نفسه في مكان أشبه بالقرية حيث كانت الأكواخ والمتاجر موجودة بأعداد مهولة ومكتظة بالبشر، محاطة بجدرانٍ ضخمة من الخردة تحيط بالقرية. اتسعت حدقتا عينيه، وتجمدت تعابير وجهه. لم يصدق ما يراه. "كم مر من وقت منذ أن رأيت هذا العدد من البشر؟ 10 سنوات؟ 20؟ لم أرَ هذا العدد من الناس منذ افتراقي عن مجموعتي القديمة. هذا يعطيني شعورًا غريبًا."
كان الناس الذين يمرون من أمامه ينظرون إليه بنظرة استغراب وبعضهم يغيرون اتجاههم مبتعدين عنه.
بعد فترة من الوقت، قام الرجل الأسود بإمساك جيسي من كتفه وهزه ليعود لرشده. "يا رجل، استيقظ، ماذا حدث لك؟ لقد مرت دقيقتان وأنت تنظر للناس هنا كالمخبول." استعاد جيسي رشده واعتذر عن تشتت تركيزه.
بدأت ميرا بمناداة أهل القرية ليبدؤوا بالتجمع نحوهم. توقف صوت ضجيج الناس وسيطر الهدوء على المكان.
نظرت ميرا وبعينين واسعتين وابتسامة خفيفة: "مرحبًا يا شعبي العزيز. أريد أن أخبركم أننا أخيرًا وبعد أشهر من البحث وجدنا أناسًا آخرين على قيد الحياة، وحسب ما رأيته منهم فهم أناس ماهرون في استخدام المسدسات ولديهم خبرة في العيش بالخارج لوحدهم."
بدأ بعض المواطنين بالتحدث فيما بينهم وانتشر صوت كلامهم في الأرجاء بينما جزء آخر لم يهتم. كان بعضهم يتكلم مع صديقه والبعض الآخر ينظر نحو الفتى والآخرين بازدراء.
تقدم أحد المواطنين للأمام وتكلم قائلاً: "حسنًا، هناك من الناس من يمكنهم استعمال المسدسات، هذا ليس شيئًا مميزًا. بالإضافة، هل نحن في وضع يسمح بإحضار ناس أكثر لهذه القرية؟"
نظرت ميرا نحوه وفي وجهها ابتسامة ساخرة: "ليس شيئًا مميزًا؟ هؤلاء استطاعوا قتل أحد فاريجان بسهولة."
اتسعت أعين الحاضرين وبدأ صوت انبهارهم يملأ المكان. "ماذا؟ هل قام هؤلاء بقتل فاريجان؟"
"هل هذه مزحة يا سيدتي!"
"مستحيل! حتى لو تجمع 10 منا فلن نستطيع قتله."
ظهرت ابتسامة خفيفة على الرجل الذي تقدم سابقًا وأنزل رأسه متأسفًا نحوهم. "آسف على التقليل من شأنكم وعلى كلامي السابق."
تغلغلت ابتسامة ضخمة على وجه الرجل الأسود عندما وجد المواطنين منبهرين منه، بينما ظل الفتى ينظر باستغراب لجموع الناس تلك. استدارت ميرا نحوهم طالبة منهم أن يعرفوا بأسمائهم.
تقدم الرجل الأسود أولاً وفي وجهه ابتسامة صغيرة وبدأ بالتحدث: "اسمي هو نيكولاس دراكو، سعيد بمعرفتكم."
وجه المواطنون نظرهم نحو الفتاة التي كانت تشعر بقليل من الإحراج. أهبطت رأسها وقالت بنبرة هشة: "اسمي هو جيني روز، سعيدة بلقائكم."
بعد انتهائها تقدم جيسي للأمام، وضع يده على صدره وبدأ بالكلام وفي صوته نوع من الحماسة: "اسمي هو جيسي ثورنفيلد، سعدت بلقائكم."
بعد انتهائه، وجهت الأنظار نحو الفتى الذي كان ينظر لإحدى الديدان بالأرض بفضول.
ظل الجميع مستغربين لماذا لم يعرف عن نفسه.
تمالك جيسي الوضع وأخبرهم قائلاً: "آسف على تصرفات هذا الفتى، لكنه أبكم لا يمكنه الكلام، لكن اسمه هو..."
توقف جيسي لثواني متذكرًا أنه هو الآخر لا يعرف اسم هذا الفتى وبدأ يفكر. "حسنًا، عليّ التفكير سريعًا باسم لجعل الآخرين ينادونه به ولكي لا يشعروا أنه غريب."
ظل جيسي صامتًا لعدة ثواني، ثم رفع نظره ببطء وابتسم مبتكرًا فكرة جديدة: "اسمه إيثان ثورنفيلد، إنه أخي الأصغر."
أخذ جيسي نفسًا عميقًا بينما يقول لنفسه: "لن يكون من السيئ جعلهم يظنون أنه أخي الصغير."
قامت ميرا برفع يدها لجيسي قائلة: "مرحبًا بكم في مجموعتنا. أتمنى أن تحبوا المكان هنا."
رفع جيسي يده وقام بمصافحتها وفي وجهه ابتسامة صغيرة قائلاً: "أتمنى ذلك."
(النهاية)
gg